شعر صوفية
أنت لنفسي السلام
وإننا سكارى الصّمت
يحكمنا الانتظار
فمن سيبدأ الحوار؟
أنت أم أنا أم كلانا؟
أم كل ما عدانا؟
ويح الغروب من وشوشاتنا
ويح الصّباح من هتافاتنا
ويح من يسمع ومن لا يسمع
من يدري ولا يدري أنّه يدري
وتلك الفلك كلها كبدري
الذي يرتسم فوق صدري
من علّمك السّكوت أيها الغائب؟
وبيننا يطول سِحْرُ الغيابْ
وذاك سرّ لا يجوز له بأن يُستباح
كلّمني إذا ما تفتّحتِ الأبوابْ
وفاض النّور فوق النّورْ
وعمّ في الجوى ذاك السّرورْ
كلّمني بنسيانك القاسي
وباهتمامك المسكونِ بالخيفة
خيفة العابد النّاسك بالزّهد
المُطهّر بوحدة الكلِّ في الأنا
ذلك الّذي يرفض ذلّ المعصية
في حضرة الغيب العظيم العظيم
إنّنا سكارى الدّجى والدّنى
ووحدهُ اللّيل يروي الأسرار
خلف القوافي يشتعل حبٌّ رهيب
لمينائي وصلتني
وزرتني وقتلتني فأحييتني
نور الاله منعكس فيك بشدّة
فيَّ بشدّة فينا بشدّة
وهذا الموت شدّة وتلك الحياة ردّة
وقد رددتني من موتي الأكيد
ألف سلام لنا وللسلام
كلّما رفَّ جُنْحُ اليمام
وهلّل مسجد ورتّل إمام
وقدّس حبرٌ أعظم في أيّ مقام
وصلّى كاهنٌ في محرابه الرّخام
أنت لنفسي السّلام
ويح العمر دونك يا مرشدي
فإن مضى شهابك وقضى موعد الختام
اسبُك لي من أهدابك رسالةً على خد الغمام
لتزورني في تأمّلي وأذكرُ تبتّلي
عن وصلكَ …
وسجدتي الطّويلة في بيتك الحرام
أيّ صديق أروع من الليل
يُرسل الهدأة في القلوب فتصفو..
أيّها البحر اقترب أنتَ
فأنا بعيدةٌ خلف جبال الألب…
ها أنا أسمع تلاطم أمواجك على خدّ الصّخور…
وأرى النّوارس تعلو وتدنو
تدنو وتعلو
أشمّ رحيق الماء ورذاذات الطّحالب الجمّة
إنّني في مركب خشبيّ أسحرُ الوقت
فيغدو ملك يميني…
يطوي المكانُ أرضه ليقيني
فأنا هنا وهناك
لستُ بحائرةٍ ولا فِكَرٌ تعكّرُ ضوء سنيني
لا أكبرُ البتّة .. لا يسجّلُ العمرُ إلّا حنيني
أيّها الليل انتظرْ ولو برهة
في سُبحتي فرحٌ
لي موعد و لنا..
قد يسبق الموتَ ..قد يهزم الموت
ما الموت إلا ليلٌ رائعٌ
أيقظِ القلبَ ترى الموت حياةً
وتسافرُ متى شئت
كلّ البلاد بلادك إذا ردتَ
أيّ صديق أروع من اللّيل
يهبُ قنديله لمن عشق الانتظار
فيديو يعبر عن ردة فعلنا نحن العرب تجاه المواقف التي تواجهنا… ردة فعلك هي هويتك وبصمتك ودليل وعيك أو جهلك….
في مقاربة منطقية روحية لأحداث السويد مع علي.
1 thought on “شعر صوفية أنت لنفسي السلام أي صديق أروع من الليل”