غبار على حبر (للكاتب عبد الحليم حمود)
إذا نظرتم إلى بعضكم بعضاً، أَعيدوا صياغة وجوه من ترونهم. ألِّفوهم، لا ليصيروا أجمل. ليصبحوا أغرب.
في خزانتك السريّة. أحجز رفّاً لقمصانك المتآكلة بِـ عثّ الدنس. فضاء لأريج خطاياك المتعفّنة.
لا تخجل من إسائتك للتقدير، لأنك تطرح مقاديرك ضمن معاييرك.
احتمال الخطأ في تشخيصك لا يلغي خصوصية ما تتصوّره، بل يضيء على مساحة تأويل جديدة. رأيكَ مبضع تشق به جسد الاحتمالات. أينما يحزّ سيفتح فجوة. كوّة للتلصّص على كتلة الداخل من زاوية تحرف النظر. تغشّه، فتخلق مفارقة التخيّل المختلق، وكل مختلق يتحوّل خلقاً بطبيعة تواجده.
حين تروي حدثاً لشخص غائب، أطلب رأيه.
عينه التي لم تعاين، ستخترع خلاصات أنظف بلا إبهار اللحظة المباشرة التي تضلّل الحواس.
يأمركم بتصديق معجزة، اجترحها انسان ميت. رآها أناس ميتين. فعليّاً جميعكم عبيد الحبر. الحبر إله، وما على عيونك سوى الركوع أمام الحروف التي تسقط عليها.
أتسألني عن رجل الدين؟ هو غبار على حبر.
وأنت في حالة انتظار، تذكّر ان هناك من ينتظرك.
حين توقن انّك تمتلك الغابة، ستعتزل أصابعك حياكة الاقفاص.
لا يجرؤ على إخافتك فيأمرك بمخافة الله.
الإبداع ليس سمة انسانية بالضرورة، فجميعنا يعلم طريقة الجرذان في سرقة البيض.
اليوم هناك آلاف الفيديوهات التي توثّق الابتكارات الخلاقة التي يبتدعها الحيوانات دون أي ادّعاء ولا استعراض. فلنقدّر ان هناك كائنات لها مستويات متفاوتة من الذكاءات، نتشارك وإياها الكوكب.
حيث أنت الآن، هو حلم إنسان آخر.
في هذي البلاد، الفرح ليس مهنة أحد، وحين نبتسم في الأعياد، نزور المقابر التماس العذر من موتانا.
تحقيق الأحلام في وقت مبكر، يخلق خللاً في بنية الروح، خلل فقدان فطرة السعي نحو ملاحقة هدف. فلنفكّر في معضلة أن نسبق هدفنا!
متى سيخترعون صندوق الفراغ، مساحة لا زمكانية، خارج التعداد والاحصاء، كنقطة عدَم مؤقتة، مكان نلجأ إليه في الأوقات المستقطعة من الحياة، حيث لا نفيد ولا نستفيد.
الإبداع أنواع…
منه الفردي الذي ينطلق من رأس انسان في لحظة تجلٍّ لها أسبابها ومقدماتها المرتبطة بذات المبدع.
وهناك الابداع المشترك، مثل الهدف في كرة القدم الذي يساهم فيه أكثر من لاعب ليحققه آخِر من يجد الفرصة مؤاتية للتسديد.