جسر بينهما
نهر يجري اسفله
قال :
اراك من مسافة تسع شجيرات
يخفق قلبي يا صديقتي
ليس باليد حيلة
جميل وجهك كفلقة بدر
وقلبك اجمل
هذا النسيم يجمعنا
عبقا واحدا
لكن ايار سيغادر قريبا
لهيب الشمس سيبخر النسيم
اويحضن لهيب هواي هواك؟
قالت:
ساومض من بعيد
كما النجوم
لن اسمح للصيف ان يحرقنا…
اعلم ان الوميض موجع
لكنه لذيذ
هل جربت من قبل طعم الانتظار؟
قال:
لا…
اونعتاده؟ ذاك الانتظار
قالت:
بلى
كما يرتقب الليل قبلة النهار
ترسمها بُعيد ساعات طوال
على ثغره المقمر الشفاف
شهية انت يا فاكهتي
اشواكك معذبتي
غروبك حبر حالك
يرسم حلمي
غدي امسك المسكون بالحب
امسي ذكراك وانت تبكين لاجلي
القمر والشمس لا يلتقيان امام عين الارض
لكنهما في الخفاء حضن واسع
فلك ساطع
افتحي بابك الخلفي
ستشاهدين حفلا سماويا بهيا
بهجتنا في البعد
لقاؤنا لعنة الاقدار
ابعدي اشواكك عني
قبلتي تحترف المسافات
شهية كالامنيات
قنفذ صغير سمع الحوار
هرع بين اعشاب الضفاف
والنهر يجري
طار الجسر
صار قوس الوان
بين ضفتين
بين قبلتين
ليل ونهار
مساؤك غائب
لا … انت لا تدري ما يفعله الحنين …
ولا كيف يدمينا الأسى ..
ولا كيف ينثر الدمع كلاما
ولا كيف يحضر مسائك الغائب
لعل الغياب صار وطنا لطيوري المهاجرة في الأمداء
لعل شموع الضوء تستعير نبضها الخجول من رفة جفني الساكت
لعل صلاتي في مجمر الليل تشعل صدى بقايا دعاء تقطعه التلال ويذروه النسيم
خذ مني حرقة وزفرة أخرسها المساء الجميل ببهاء طيفه الساكن
خذ مني غمرة النسيان واحتضنها كما تفعل الأمهات بجثث فلذاتها
انا شهيد اقوامك من مروا في تاريخ شعري حطموا اوثان كل ماضيّ
انا صخر مهزوم بمطرقة هذيانك الماثل في مرآة اسراري ترابا غدوت لشجر الطريق
امسياتي جنهم ضياعك… مدني ضياعك… لقاؤك ملحي وسكر دارك جرحي …
تستريح الروح على حبل غسيل أناك… أنهمر منها نقط الماء… يجف…أجف … ويبقى هواك يرطب شفايَ…
على مسافة ألف ألف جناح
أرسل لك ذاك السلام المعتق
برائحة المسك الأزرق
على متن الرياح
أكنت هنا
حتى سقيت بعينيك البطاح
او لمست العشب
حتى منه الزهر لاح
عُجن الفضا من سحرك
والكون استراح
خمرة الوديان
هدأة الشطآن
خبز أيام ملاح