يهمس العيد ، يهتف لأولئك المتعبين، للمنسيّين ، لكل العشّاق الّذين نذروا قلوبهم للمحبّة فعاشوا رغم الموت وضحكوا رغم الدموع .
خواطر قصيرة تقدّمها مساحة وعي على أمل أن تنال اعجابكم وتضفي للعيد أجواء خاصّة دافئة.💖
أطلت من بين ندف الثلج
شقراء باكية
قلت لها تقدمي لأراكِ
وما إن دنت مني حتى فاضت ابتسامتها
فتعجّبتُ من دمعها الممزوج بالأشواقِ
يا ليلة العيدِ لم الخجل؟
بهذا الحزن فيكِ أشعلي مواقدنا
مواقدنا لا تحتاج أضاحٍ كي تُنير
موائدنا يكفيها حبٌّ وخبزٌ من شعير
ونبيذ أحمر يسري في هوى العشّاقِ
عيد بأي حال عدت يا عيد..
تناجيك في الليالي مدامعي
لكنّ أبي الذي رحل ها هو معي
يسهر كل ليلة مع نجمة الشّجرِ
أضواؤها تهمس كلما ومضت:
افرحْ.. بالدّمعِ .. اسرحْ..
بالحبِّ .. افرحْ.. بجوى العيدِ
أطلقْ من رباكَ أحلى الأناشيدِ
من قال أنّ الأعياد لا تلملمُ الأحزان؟
تقبّل الأيتامَ هي وتشعل الأشجانَ..
تُطعم الجيّاعَ من فيض خواطرها
تقول لهم : صوموا أنتم.. وجوعوا
لا تُشبعوا تلك البطون جيفة الأوثان
يا ليلة العيد ما أحلاكِ ..
كم صلّيتُ أنا حرقة لأراكِ..
ها هو ثوبك الأبيض يلوح في الآفاقِ
ورغم كل وجعٍ يجوب في الأعماقِ
تغمز لنا الفرحة الحلوة حين يطلّ هواكِ
يا شقراء كانون يا فتنة الشجرِ
كيف أبكي أنا وأنت تأتين كالقمرِ؟
أيّ سحرٍ يذوب في ثلجك الأبيضِ
كي تسعدي قلبا تجرّع من لوعة القدرِ
ما عاد يحكي عن ظهره الحاني
إلّا دموعا فاضت كألحاني
عزفتها جوارحي بالشريان والوترِ
قوموا.. لم التّضليل والكذب
ما فتئ الهوى سجنه العتبُ
إن عشقتَ فاصمتْ عن الشكوى
إنّ المحبّ قد صُلبَ .. واختار طريق الشّوكِ
إنّ الشّوك والأشواقَ واحدٌ أحدُ
لمعت من بعيد نجمة العيد
هرول مساكين الأرض للأرض
جمعوا عفص السروات
غطوها بالألوان والدمعات
زينوا بها الشجرات
مسحوا نذور الحزن
في ليلة الجمعات
ضحكت من بعيد
نجمة العيد
قالت:
أنتم مسيح الأرض
والسموات
طوبى لمن جاعوا
لمن حزنوا
لمن فرّقوا في العتمة الصّدقات
تعسا لمن شبعوا
لمن ظنوا
أنه بكثرة التسبيح
تُغفر الزلّات
لمن ناموا وفي الأحياء
هناك من جاعوا
لمن ملأوا البطون
وهم يسمعون صوت الحزانى
ولوعة الحسرات
طوبى لمن في العيد عادوا
لمنجم الثروات
لأنفسهم عادوا
لجوعهم
للوحدة المنسية
في لجّة الخلوات
طوبى لمن جابوا حدود الأرض
وهم في أرضهم بالذات
لم يبرحوا أنهارها
لم يخذلوا أشجارها
وحينما أرادوا أن يعودوا
وجدوا نجمة العيد
تغمز لهم :
أنتم مسيح الأرض
طوبى لكم أنتم بالذات.
يا حبيب الأرض
يا أخضر العينين يا شجرُ
احيي ليالي العيد التي ماتت
وانفخ من روحك القدوس فيها كي تعود
إلى الوجود
هناك نجمة سقطت فوق رأسك!
هل تراها؟
إن الضياء يشع من هواها..
حينما توّجت وجهك الأبيض خفت
من بهاء قد كساها..
أنت وهبتها كلّ الجمال والكمال
من رآك قد رآها..
يا شجرًا يدور في بالي
يمخر في أعمق البحور
غرقتُ فيك فانتشل بغصنك الباني
ذراعي لامتشق الحبور
يا سروا أخضر
يا سدرا وحور
من علمك أن تحيي النفوس التي زهقت؟
كما علمت نجمة الأعياد أن تنضح بالنور؟
This is a topic which is close to my heart… Take
care! Where are your contact details though?