الطيور لا تغني .. إنها تتألم

قصة قصير

كان يصعب علي ان أودع الأماكن والأشخاص، وكلما تخيلتني اصعد للأعالي تخطف روحي رهبة ، يعلقني الخوف على حبل الوداع الاخير . شعرت بذلك منذ سنيّ العشر او ربما اكثر بسنة او سنتين لا أذكر بالتمام ، حين نادتني قوة عظيمة ، تمزقت في برهة بين جمال الذهاب وعذابه ، فتهت في زوبعة مشاعري ، انا الصغيرة التي كبرت باكرا جدا ..
هربت.. نهضت.. ناديت .. انقذوني.. لا تسمحوا لي بالانسلاخ عني..فانا لم أدرك بعد من أكون

في إحدى غرف بيتنا ماكينة خياطة، بها دولاب بلا حظ .. يلفظ الحظ بعيدا.. بعيدا..
ترى ما هو الحظ؟
سوسنة نبتت على شرفة مطبخنا ، أجابتني: انا حظ.. انتِ حظ.. دولاب الخياطة أكبر حظ
استحيت لاحقا حين لفظت أمواج روحي ترهات الكلمات.. حظ ..حظ.. مجرد كلمات..

موتور أبي يلتهب.. الكهرباء مقطوعة دائما..
الأسلاك موجودة.. لكن النفط يا أبي يغرق في المتوسّط تحبسه تواريخ الخرائط … تدمغه أقلام وتواقيع قديمة.. بالشمع الأحمر
ابي…
الا يذوب الشمع طيلة هذا الدهر ؟

  • عجبا.. كيف لا ؟

في بلادي ربما ولد العجب ولم يمت..لقد ارتوى بماء الخلود..
الراديو يعلن أنني نجحت في امتحان الباكالوريا..
لم افرح..
تظاهرت انني افرح
لمَ لا أفرح؟
ما هو الفرح ؟ ما هو النجاح.. أهذا نجاح كي افرح ؟
فلأفرح كي لا أصاب بالهذيان اكثر..
يكفيني ألف نعت لطيف لحد الآن .. امتلأ قاموس المفردات
يكفينا
متى نتقيأ كل المفردات لنعرف من نحن نكون
كي لا نخاف إذا نحن انسلخنا
رأسي غيمة ماطرة.. لا ضباب من حرائق مدني
تبخرت.. للأبد
وصرت سروة للقمح واليمام.

اتذكرين كيف كنا نفرح؟
بلا مظلة صفراء
بلا مظلة خضراء
بلا مظلة حمراء
لم الألوان سُرقت من بيت الربيع ، من الأقواس والأحلام
سُرقت من جنائننا.. من ريش الببغاء
كنا يا نفسي ندور معا في حلقات تحت مظلة زرقاء
فقط زرقاء.. بعيدة
ترى من علمنا الأغنيات ، على وقع الدندنات..؟

كبُر الحزن كثيرا في قلبي
يا عصافير الدور والحقول والغابات
ّتمدد حبر البكاء في عيني
تكحلت شمس الطفولة في عينيّ
أدركت اليوم كيف سمعت العصافير
جوقة العصافير
على شجرة جارتنا
لم تغن
لم تغن يوم سمعتها
معها بكيت
سمعتها تتألم

كانت سامارنا تكتب الخواطر وتذري بها إلى الحقل، كما لو كانت بذار توت، اشتهت التوت منذ طفولتها للونه الأحمر القاني من جهة، ولطعمه الحامض الحلو من جهة ثانية.
لكنها لم تنتظر أن تثمر تلك الأشعار المبعثرة يوما ما.. تلقيها على مسمع الريح فترددها تلك مرة واحدة وسرعان ما يمتص رحيقها بلبل ظمئ مر سريعا من هنا …إلى أن تسقط منه سهوا فوق عشب ندي فتعود الخواطر للبحر…يشربها الغمام…تنهمر.. تتطاير… يتلقفها حسون.. يغرد بل ..يبكي.

سامارانا تدور في حلقات رقص صوفية
سامارنا خائفة في محرابها من الخطيئة
سامارانا تصلي بعمق… لكنها تكثر السجود
إنها تجهل قواعد السلوك الصوفي القويم
هي تؤدي خمس صلوات تجمع كل إثنين منها كما يجمع المزارع عمل يومين في سلة واحدة حتى تطفح ويتدلى العنب
ثم يداس بالاقدام

سامارنا تدور وتدور
على طريق المحبة البعيدة الأغوار
تتلقف الحياة بمجداف أطول منها
فتقع من أثر حمله قبل أن تلطمها أية موجة هائجة.

أخبريني يا صديقتي كيف حدث كل ذلك،؟_
عن أي الامور تسأل ايليا؟ _
كيف تزوجت ؟ كيف أنجبت ؟ بم شعرتِ عندما سمعت كلمة ماما لأول مرة..

  • أنا لا أذكر شيئا ردت سامارنا بوجل ودون مواربة.. بالفعل كنت غائبة عن الوعي تماما..
    لا أذكر شيئا مما حدث.. ولا حتى مشاعري أذكرها..
    جليدا كنت لا يذوب إلا في لهيب الأسرار الدفينة
    يعتريني ألف قناع.. ويجري لساني بما لا أدري..بما لا أفقه
    ايليا.. أنا اليوم أدرك من هي سامارانا..
    البارحة كنت مجرد طيف يطوف حول جسد نحيل وفكرا مشتتا تستعيره اللحظات السعيدة حينا والقاسية أحيانا..
    إذا بدر مني أي فعل مغفل…لا تلومونني كنت تفاحة فجة تقرص لسان ذائقها بحموضة بالغة.. فالقطر الذي كان ينسكب من سنيّ الأولى سرقته سنونوة مهاجرة إلى الحقل الاخضر المتراقص ..وهناك دفنت سامارانا معها كل أحلامها الموقرة
    لم يبق لي في قفصي الصدري هذا سوى شيء ما ينبض بلا إرادة مني.. وخطة مبعثرة بلا آفاق ولا آمال تُذكر …خربشها عقلي في لحظة تخلّ وغضب..في لحظة عجز وانكسار
    لقد بحثت سامارنا مطولا عن ذاتها قبل أن ترسم ذاك المخطط الأبله لكنها تعثرت..
    كانت ترى نفسها منذورة لامها الحياة ، فهي التي اوجدتها ، هي التي اسقطتها في بئر التجربة ، وجعلت ايامها محفوفة بخطر الأرق المدلهم..والفكر الذي لا يهدأ
    وعليها ان تفي بنذرها إذاك بأن تكرس نفسها لتلك الحياة مع رجل شهم .. لا يملك سوى مفتاح منزل قابع بين ركنين مفتوحين نحو الفضاء.. اما المنزل وعلى الرغم من جماله وسحره وقدراته الخارقة في إتيان الطمأنينة إلا انه محصور تماما تحت وطاة الجدار والسقف ونظام المباني الظالم..
    نذرت نفسي اي نعم .. لقوانين الحياة واستسلمت لها كما يستسلم السباح الماهر لتلك الأمواج الآتية بغتة
    ابتلعت الماء.. اختنقت قليلا.. عذبتني حرارة الشمس وانا في العراء فوق الرمال… فاحتميت بالسقف واحببت جدراني الآمنة.
  • تبا لك سامارانا كم انت مغفلة! فكرت سامارانا بسرعة ، وقبل ان تمحو ما حكته للريح ، حملتها الريح لابعد مكان على سطح الكوكب…وفي لحظات البوح تلك شعرت بانها قد استرجعت جزءا كبيرا مفقودا منها ، ليس هذا فحسب بل أحست بحنين مفاجئ لكل شيء.. هرولت بسرعة نحو الغرفة ، كانت الساعة تشير إلى التاسعة صباحا.. اقتربت من زوجها ، حضنته بقوة ، أحست أنه طفلها ، فلم يختلف الشعور حين هرعت نحو طفليها مكررة العناق..على وجل.. وحب.. وذنب.. وخيبة.
  • قلما تفارق الخيبة اي بشري يحيا هنا على سطح هذا الكوكب.. وتتساءل أنت أللأشجار والأزهار همّ مماثل؟ أتشعر النجوم البعيدة بمثل خيباتنا المرهقة؟ أيندم السهل على قمح احتضنه رغم استئناسه بفيئه الذهبي الجميل ، لأنه رأى ذات مغيب أرجواني أرعن كوكبا يوزع بذاره الحمراء ، فدنا الكوكب من ذلك السهل ، نزف في ترابه قطرتين: دمعة وابتسامة..
  • أما الدمعة فقد تغلغلت في عمق السهل ، بعثرت كل جذر فيه.. وأما الابتسامة فقد بددت الشكوك الحائمة فوق هالته الخضراء المشرقة..
  • أنتِ يا فتاتي لستِ سوى صلاة تمتمتها صحوة الفجر فأشرقت صبحا..كم أحبّكِ كل شيء في الوقت الذي كان الحب فيه بالنسبة لكِ مجرد مجهول.. وأنتِ حين أحببت مرات ثلاث بصدق.. هرب الحب من بين يديكِ .. فلم يلمحك في المرة الأولى أصلا كيف كنت تنتظرين على نافذة الشوق كبلهاء تيمها اللقاء الذي لم ينضب..إلا حين صفعكِ بقسوة.. وفي الثانية.. ذوبك كقطعة سكر في فنجان شاي.. لكن حلاوته تلاشت وحدها مع مرور اللقاء العابر .. والثالثة لن احكي لك عنها..تلك المرة مُرة حد الانسلاخ بين الروح والجسد.. دعينا لا نحكي عنها سامارانا اتركيها وشأنها… لتبقى شافية كحبة رمان ، او خردل.. زيتونة بين الشرق والغرب .. تين وطور وبلاد آمنة لا زمان فيها ينقضي.. ولا مكان يبيد.
  • انا يا صديقي استعرت الحب قليلا… ولا تجب إعارة الاشياء الثمينة.. إما تؤخذ.. وإلا فلندعها لأهلها وذويها…
  • من هم سامارانا ؟
  • اتصدق أني لا أعرف؟
  • نحن ذووها وأهلها وناسها… أتهربين من الحب؟!
  • لا تقرأني أرجوك.. فانا شيء لا يُقرأ .. ونسيج من وهم ربما وبعض بقايا حطام.. ومرقد حزن.. وحبر ختام.. انا بسمة طفل.. نسي كيف ينام.. فسهر طويلا.. وكبر كثيرا وما زال طفلا لم تعجنه الايام…
  • أنتِ الفرح .. والحب… هذا ما أراه..
  • شكرا…ايليا
  • كان ايليا يكبر سامارانا بأعوام وأعوام.. لقد عاش منذ أجيال بعيدة في مناطق عديدة منها ما لم ترها الشمس ولم يدركها حتى الخيال ، لذا كانت لديه حكمة كهل رغم مظهره الشاب ، أو هكذا كان عندما التقت به سامارانا…من يدري ماذا كان قبلا ؟ نجمة وسقطت ، أم سروة فعلت وصارت بشرا!
  • كلامك غريب يا ابنتي… انا لا افهم ما تقولين
  • اعذريني أمي .. أنا أهذي…
  • طيب سامارانا ، أرجوك وزعي هذه الكعكات للجيران ممكن؟
  • طبعا أمي .. بكل تأكيد…
  • اللعنة عليّ … لمَ أحببتك حد الألم..؟ طويت اسمك المركب بالبلور بين صفحات كتابي الأبدي ليبقى سرا…
  • يذبحني سرك وهو معلن في عيني.. الآن أنا انت..انظر إلي تمعن وجهي وأنا اوزع كعك الأمس على الجيران.. تطوف بي الايام وأركب في سفن لا أعرف فيها سوى عينيك..لكنهما لم تبزغا..لم تبزغا الا الآن..
  • ويحق لفجرك أن يرسلني لمدن لا تعرفها الشمس فدفؤك والله لأقوى شعاع…
  • أخبرَني يا صديقي هو أخبرَني بأنه أحب سكوني فسكنت دون علم مني في إحدى زوايا قفص صدري ينبض لي حبا وهيام..
  • وماذا عني…؟
  • الآن أحب.. وأخبز كعكا للقدس…أوزع فدا عينين بلون البحر..بلون الغاب..يسكنهما وطني المسلوب..
  • متى افرغ
  • متى افرغ متى افرغ
  • متى تنتهي كل الاشياء
  • متى تنتحر الحياة بكل حب
  • دون عقاب
  • دون ثواب
  • متى اتخلى عن اهلي
  • وعن محاولة الحب الفاشلة
  • متى اتقيأ وهم الموت
  • لأشفى
  • رغما عني يحاورني الحقد الاعمى
  • لم تكونين انت؟
  • امي
  • وانت لم انت ابي
  • لم اختر حتى عشيرتي
  • ما اختار هو الاحلام
  • خمر الاوهام حرام في قبائلنا
  • تبا
  • اي حلال يروي ظمأ العطشان
  • الست الله؟
  • الست مداد البحر
  • وسعة الوجد
  • وقبلة عشق
  • ومهبط مجد
  • اين الوحي الصامت
  • لم كل سيوف القتل تلطخ أروقة التاريخ ؟
  • لماذا نحرر ارضا يملكها كل التاريخ ؟
  • وحوش الارض ترعبني رباه
  • ارحني بحق كل سماء
  • خلص انفاسي

فتحت الباب وغادرت
كان الوقت مساء أول المساء
النجوم كفيلة أن تفضح وقع أقدامها ولو كانت مسربلة بالسواد
قميصها الأبيض كان يعكس ضوء البدر ، أصوات الليل الصامت تنبعث من كل مكان . صرار عجوز لم يخنه أنفه فاشتم ريحها الياسميني ، فاسترسل في أزيزه كي يخبرها سرا ما … وبقي الشجر على حاله خاشعا في أمداء الليل الغريب يرسل نسائمه للربيع الزائر السريع..كل شيء حدث بسرعة..كربيع هذا العام.. كهروب سامارانا علنا من كل شيء..
لم تستطع سامارانا أن تخاف.. كانت القوة أكبر من إرادتها والضوء المشرق الذي اشتعل في مصباح روحها أحال كل لياليها القادمة نهارات واضحة أشد وضوحا من أي وقت مضى

صباح الخير –
صباح الورد الجوري..-
سأحتسي قهوتي –
حسنا..سأتابع النوم-

هنا في زمن آخر مرئي … مسموع بحواس غير هاتيك الحواس ما زالت هي ها هنا ، تغفو على قيد الوسادة ، وتتيقظ على قيد شمس الحياة . أما شمس الوجود فلها مشرق آخر .

يا حضرة العشق
انزل في ساح القلب
طر بي لعوالم الغيب
شمسك لا تُرى
تُرانا سوانا
لها لنا
در حولنا
في رقصة الحبور
انا خرجت لعالم السرور
ما هربت سوى للنور

حاولت الانتحار بشكل مخفف
تناولت جرعة إضافية من الشوق
وابتعلت إثرها ابريقا من النسيان
عبته عبا
انسكب فوق صدرها
تبللت كلها
اختلط العشق بالذهول
طار القلب بعيدا
طاهرا جدا
لن يجتمع الحب مع الدنس إن النقاء ثمنه الموت
اهلا به..
شيعوها لمثواها الأخير عالم الحب الأوحد بلا لقاء ولا شقاء
تبخرت الذاكرة تماما ورست صورة لعينين ورحيق خالص من الجنة.. ويد ناعمة تحيي وتميت وأخيرا رجيع يمام لا يُحزن احدا…
أغمضت عينيها لتراه وأسبلت يديها لتحضنه ثم راق لها عالم النجوم كي تشم ريحه الحنون.. وهناك في الأعالي سمعت صوتا واحدا يهتف لها.. تعالي انا هنا انتظرك..
اي حياة اهداها موتها هذا…
لا يمكن للسعادة ان تكون اجمل
لا حرف يدون هذا الحفل الملائكي

قبل ان تنقح كل شيء وتسترجع ما دونت من قصتها الطويلة
تذكرت انها على وشك الظهور من جديد
ستعود للحياة..ستولد.. ها هي اللحظات تمر من جديد بسىرعة احيانا وأحيانا ببطء ولكن مريح..مريح جدا.. ما الذي حصل؟
الذاكرة لا تسجل عمر الطفولة المبكر ، لكن الحب واضح جدا غير الكرات السابقة… هناك حضن مخفي يعانقني انا .. ما اسمي هذه المرة؟ سمعتها تناديني, برقة ، دون عصبية ولا مزاجية مميتة ” تعالي لين لقد أعددت لك شايا دافئا احتسيه قبل الخروج من المنزل.. شارفت على الثامنة عشر من عمري.. أنهيت دراستي، امي خرجت للعمل ، معمل الحياكة خاصتها هو أجمل ما لديها بعدي انا واخوتي السبعة، مع محمد الذي عاد للحياة مثلي تماما…
ارتميت على سريري بسعادة بالغة، مفتخرة بأمي التي استعادت عافيتها، حققت ما تصبو إليه من العلم… هي مستقلة الآن.. تحب الحياة كما الحياة تحبها.. أبي لم يعد.. لم يخبرني يوما انه أراد العودة لذا لم يعد
كوب الشاي سيبرد…
آه تذكرت عزيزي الجميل…ما كان اسمه لا يهم…
ليتني ألقاه الآن.. أنا اليوم حرة بلا قيود
لم اختر بعد..حمدا لله…انه يختلج في قلبي كالورد العابق من الجنة
ليته يأتي الآن….واحتست الشاي وعادت للاستلقاء.ليس مزعجا كثيرا ان نتذكر بل على العكس ، في هذه المواقف بالذات نحن بحاجة لان نبعث من الموت ارواحنا التي استودعناها أشخاصا برتبة ملائك…لن اخرج لأي مكان ، بكل الاحوال الطقس ماطر.. ما زال أمامي الكثير لأتذكره….

كانت أمي تكره سابقا.. تكره والدتها لانها قاسية القلب ،لكن كرهها عجيب ،بلا حقد ، طاهر طيب حنون اقرب للوم …الآن تحب الجميع كيف تغيرت لهذا الحد؟
ولدت ولم أر والدي لأعرف كيف هي طباعه.. ما زلت لا أعرفه كما كنت ..
آه كم لمتها..بعدها فهمتها…ولكن وقتا طويلا مضى على ذلك من البكاء والألم ، كان ألما جميلا غير كل شيء. غيرها ، غير ملامحها ، ثوبها مختلف ، محتشمة لكن راقية.. راقية جدا…
لم اظن يوما انها ستتبدل ، اذ برأيي لم تحاول ، لكن صفاتها وبكائي ، حزني الدفين وأرقي العابر السنوات صهراها دونما ندري…
أبي تذكرتك قليلا..في رائحة نبضك شوق مخفي لعلك ستظهر عاجلا..
الآن ارتحت من هم البؤس الذي تكبدته طويلا ، نعم ، سوداوية امي أغلقت بوجهي أبواب السعادة لكن مناجاتي فتّحت الأبواب المغلقة
ها هي العوالم تنوء عن فرح لا يوصف
آصف…
يا من صفاتك صقلتني كما يصقل النحات معدن الذهب
وأذابني عشقك السرمدي في كؤوس من أثير فاحتساني النسيان الذي تجرعته بعد انتحاري بك
ورحت اتشظى كالنور فوق الربى…ثم جمعتني يا آصف بتلة..بتلة..ووضعتني حول عنقك وردة بيضاء…قلادة من ياسمين لنغدو نجمين متحابين يوما ما قريبا

كيف أتجرأ أن أتركك بعد إذ وجدتك مرة ثانية؟
هل انت محسوس وحقيقي ؟
اتدري..لا يهم ؟
إنني سكرت بنبيذ محبتك حتى شفيت
واسبغت الجلال على قلبي وقلمي
حتى عجز عن الخروج عن نصك
كلما وودت الخروج من غرفتي الحياة
الفيت الخارج سجنا…الفيتك حريتي المقدسة
قبل ان انقح ما حصل في روايتي لعلني لن اخرج من هنا..
الهواء معطر بالزنبق.. السرور مذهل..
كيف يترك العاقل جنته؟

4 thoughts on “الطيور لا تغني .. إنها تتألم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *