أبحث عنكَ …

خواطر

أبحث عنك فلا أجدك
لأنك موجود قبل إرادة البدء،
موجود قبل اضطرام الرغبة في صلب الصخر
موجود قبيل تفجر الينبوع في أديم المنفى
أبحث عنك في سجلات الأزمنة التي لمّا تأتِ
دوائرك مرسومة كبدور في صدري
صدري الذي بات بحيرة يسكنها الهدوء الموغل في الغربة
شَعري ينسدل كعرائس وجْد فوق سطور شِعري
إلهي الكامن فيّ يسمع تسبيحاتك المتصلة بأعناق الخلائق كلها
أتذكّرك زمرّدا ، تسبح في عين المحيط.. ثم تعلو سحابا شفّافا تنهمر في دمعي المشتاق دوما …
أراك شجرة ذات جذع بالغ في القِدم
يصافح سنديانة تغوص في أقاصي الشمال البارد…
ولا تموت ابدا…
أتذكرك طير يمام..ثم صقرا
ثم سنونوا وباشقا
لست ادري!
تحط كل مساء فوق غصن أحلامي فتوقظني صباحا لأحتسي معك قهوة مرة بطعم الانتظار
أراك شامخا كأرز وطني لا ينكسر للحب..والريح..والآمال المحطمة..
يرسم لكل اللحظات التي لم تأتِ شمسا أبدية الدفء.

أبحث عنك..عاشق أنت.. معشوق للنور أنت..
يحبو نحوك كطفلي الذي لم يكبر أبدا

تناغيك انوثة الورد في مخدعها وخدرها الابدي.. فتحجب شوقك عنها… كي لا يحرق وهجك ثوبها الشفاف.. فتنكسف كلما انتصف الحب بين اللقاء ولوعة الفراق..
إني أدّخر نبوءتك لقادم الفصول التي لم تتقلد بعد مفاتح سبحة الحياة والزمن..
أناجي ايامي العالقة في سديم الآتي..
لألقاك على شفير الولادة…
لا أسبقك..ولا تسبقني
نتعانق بلا وجل العتب

أبحث عنك لأجدك قبلي
على مقعد الشوق والانتظار…

2 thoughts on “أبحث عنكَ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *