ما وجدت تربية للنفس أعمق وأشد من عيش الصمت… قد تأتي تجربة الصمت هدية من السماء ، كأن تُجبر في مواقف عدة أن لا تقوم بفعل شيء! مجرد السكينة والبقاء مع ذاتك. إنها خلوة تبدأ قسرية ، لكنها مع التمرس تصبح رغبة شديدة العمق ، نستأنس بها استئناس الطفل بمخدعه. ذلك ان الصمت نوم في اليقظة وإيداع الفكر موضع السلام بحيث نجنبه الانخراط في ما كان وسيكون… بل يكتفي بالتنعم بما هو كائن، يجذبه البصر بلا تأثر، والسمع بلا تحليل ، يستنشق الروائح دون إضافات ،كأنها سقطت من عالم البداية للتوّ .. حتى ملمسه للأشياء يكون حياديا جدا ، بحيث يميز النعومة من الخشونة ، فيرى الجمال في هذه وتلك بلا إرهاصات سابقة…ان تصمت يعني ان تصلي في محراب ذاتك المقدسة… أن يحضر الإله الذي يسكنك… فتغدو كلمته ويده.
إذا هل أجلّ من الصمت بعدُ وأرفع منه ؟ إنه يوازي صوم المعدة عن هضم القاذورات ، لتبقى الأمعاء خاوية نظيفة ، فيبرق الفكر بإشراقة شمس المعرفة… وكذا حين يصوم اللسان والجوارح تُصقل الأجساد المادية فتتنقى الأجساد النورانية أيما تنقية لحين انضمامها إلى التاج الاعلى… حرم الإنسان الحق.
حين تُجبر على بعض الظروف المهلكة ، إنك حقا هنا في مصهر يشبه لحدّ بعيد ولوجك جهنم العذاب ، تخطيك صراطا مشتعلا من أديم الرغبات والمشاعر والذكريات… إنه الماضي ووهم الآتي كله يحترق بأغصانه ووريقاته وحتى ثماره…
أما الشجرة الحية الوحيدة التي تبقى هي شجرة الخلود ، آتون أخناتون، ومعنى الاسم وتاج الأجساد …
أيها المعنى الهائل العظيم الذي لا يُجسد …
أيتها الحكمة الملتهبة من شمس الكلي الخالد..
أحيي رقصة المطلق في قلبي
لكم أبجل تلك التجارب وأصلي لتلك الدموع التي جعلتني من اكون.
ابتهالات توحي لك ب صلوات شمس التبريزي ❤️❤️❤️
❤️❤️❤️ تعليقك دائما قيمة مضافة