مساؤك عطر الليل

خواطر

مساء كل المساءات السكرى بعطر الليل
تلك الزهرة! آه لتلك الزهرة وذكريات الطرقات
وأنتِ يا زهرة رحلت عبر الطريق
كأنك كنت هنا وغمزت لنا وسرقت ساعة الزمن
الزمن وهم يا عزيزتي
أتدركين الآن أنك ما كنت سوى الوهم الساطع
هبّ النسيم العتيق
ورحلتِ

كم يحلو الانتظار مع النجمات
ها هو اللقاء آن أوانه يا أيها المساء الجميل
وأنا أغرف من الدمع سلالا للفرح
أحفر في بئر الفقد مياها للظمأ
وزهرة عطر الليل ترافقني منذ الصغر
تنبئ بك أيها الباذخ رحيقا شغوفا

ضحكنا معا أيها المساء فارتسمت غمازاتك على كل وجه أراه
لم أرك حينها
كنت اليقين المختبئ في عين القدر
ّها هو يستنير هلالا في
انظر صدري يمتلأ بهجة كأنه العيد
فزت ورب الليل الدامس
ما تفتح انعكافي إلا عن زهرك الحارس
يا لوتس الماء ورقصة العروج للسماء

أخبرني عطر الليل وزهره عنك
همس باسمك في وجلي
ألقى عليّ تعويذة الصمت
مكثت في الكهف الف وتسعة ويزيدون
عرضت قلبي لأشتري وصلك
فزاغت الأبصار… كم لبثتِ قالوا؟
أغمضت عيني برهة..مرت الأعوام سراعا
وابتدأ العمر عند مرفأ عينيك الناعستين

مساؤك لا يشبه إلا عطر الليل
وأنا أتباهى بشعري الأشقر
في بيت جارتنا طفولتي ترقص
حبات اللوز غضة كساقيّ
أسابق العطر امتدادا في الغد
كأنني أرتجل لقاءك كعرافة !

يا صديق المساء وعطره
ها هي زهراته تتفتح من جديد
تزخر مشاويري ألقا وألوهة
فأقطف الغلال لحظات لقاء أمضى من شهاب!

عد لمسائي.. كل زهرة.. كل عطر… كل بدر جديد
استرجعت طفولتي على أرجوحة تطير
ألملم البتلات وأخيط ثوبا ابيض كياسمين الشوارع القديمة
مخرما بالأحجيات مزدانا بسحرك
سأعود الآن لصندوق كلماتي
سأبيت عاما
قد أعود فكن في الإنتظار

2 thoughts on “مساؤك عطر الليل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *