أسرار التّجلّي

خواطر

ما طلع الصبح ، إلا وقد عادت من سفر الغياب وهي تحمل في طياتها زاد المحبة .. بعضا من مفاتيح السعادة،  لكل فؤاد أبرم عهدا للوفاء الأبدي ..
ما انقضى الليل ، وآخر خيوط الظلمة المسكونة بالأسرار، وأدعية الأسحار،  إلا وقد جمعت من حقول الوَجد قمحَ الزمن الآتي، ولا آتٍ من الزمن بلا آنٍ عظيم!
ما فتر الفجر فاه ، إلا وقد رجعت من غيبة الفراق الكبرى ، وهي تصطفي الكلم من جراحات ضمّدها وعي الأزل ، في صورة القبول.. لنفس بتول.. وروح حضرت ..

ألا تقدّس الروح
ألا تنزه عن الزلل
إن المحبّ لا يعذبه الملل
كلما عاد ..
غرفت من الزاد
حصادا للمعاد
وحين عافاها السهاد:

” فتحَتْ كتابا
رأَتْ منه بابا
جِسرُ العبورِ نحو الحُبورِ

وانغمسَ الأنا في حِبْر الوجود
رسم الضّياء بالوترِ
وترٌ وعود

أنا يا كلّ الفرح
في وجهكَ الشّمسيّ
في فيكَ ضوعٌ لا ينضبُ
فتكلّمْ كي أحيا كثيرا

أنا اخترقتُ الموت من قِدمٍ
فعساني لا أموتُ بعد الآن
خُذني
إليكَ
وامنحْ أصابعي سرّ الحياكة
بالقلم
يا من تحيكَ فكري بلا وجعِ
النّدم
ماااا  أرحب السّعادة
في دنيانا لحنُ
عندما نصبح نحنُ
بلا أوهام
أسوف أعود يوما إلى هنا؟
أسوف نلتقي؟
أم سيرسمُني القدر شجرًا نما

دعْنا نحلم قليلا..

على طريق الرّيف
أنا أمشي برفقة السّنابل
أضحكُ مع لهفة البلابل
أنسى الزمن وينساني
وفي مطلع الصبح تلقاني
او عند الغروب
فتصبغُ خجلي حمرةُ الفجر
حمرة المغيب
وأكتفي بعطرك الشّادي
على خدّ الورود

آهٍ..
للعطرِ لحنٌ في بالِ العاشقين
فتعالَ نغنّي سويًّا …

ولنقُلْ  أنّي غدوتُ سنديانة
مدّ آمالك نحو أغصاني
واعتنق جذعي المتين
كي ينضح الحنين
وافترش ظلّي
ولو لليلة واحدة
هي تكفين

وماذا لو تبخّرتُ في الآفاق؟
ولم تلْقاني كما تعاهدنا هناك
في الرّوابي..
كنْ جلودا واختفِ
كالسّحر !
كما تذوبُ غيمةٌ
في بحر!
ثم.. اقرأ تعويذة مُثلى
كي ترتدي خاتمنا
الماسيّ

أنا تبرٌ تلاشى في ثريا
وبقايا نجم تعلّق في المحيّا
قدّمْ لنا
قرابين عشقٍ تألّه
حتى صار حيّا

هل أنا ما أبدو فيه للعيان؟
أم أنّ قلبي يأسرهُ قليل من أنام؟
كيف عشتُ ليس ذنبي
هذا ما تختاره الروح
في حياةٍ ليس يذكرها الزّمان

أأنت أقدارٌ تخبّئها الدّنى لنفسي
كيما أعيشَ الآن ؟
وإلا فخبّرني بالله عليك
كيف جئت ..
من أين حذفتَ إليّ كل أسرار الغرام؟

فتحتْ كتابا
عرجتْ بضيّه نحو العلا
لمع السّنا
قرُب المنى
قالت أنا
فكان الكون !

أيا جُرما تألّق
أنتَ كلّي
لا تراني حين تراني
بل ترى في العين ظلّي
فيك ولدتُ حتما
تلك أسرار التّجلّي

جسر العبور نحو الحبور “

وترجع مركبة الغياب في طريق الإياب
وفي الأضداد تختلط الحقائق..
لم تغبْ حين تغيب
أليس هذا الصبح يطوي ألوان المغيب؟
مذ ولدنا .. متنا
ما الموت إلا عروج للحبيب











اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *