إلى اللقاء.. بعد اللقاء

خواطر


إلى اللقاء.. بعد اللقاء

مرّت نسمة كالطيف
تنهدت من وجع الورد الأحمر
ناغت الأزهار
كل الأزهار
بقوة الريح
بقوة العطر المريح
بصخب الأصوات التي ابتلعها المدى
فترددت نغماتها والصدى
يا كل اللحظات المثقلة
حبّات ثلج ما إن تذوي .. حتى تعود
مع كل جليد .. مع كل برد وفراق ..
تعود كل تلك الأشواق ..


يا نحن ..
من نحن ؟
سوى تلك النسمات
ورياح حب تجتاح رياض الفكر
متعب فكرنا .. يا نحن
ميّت فكرنا .. من دوران العصور
في كأس سُكرنا
كم عالَم يقتلنا .. بخنجر خصرنا !
ثم يُحيينا .. في غفوة الساعات..

نسمة مرت
ولم تُنس !
يا نسيان الأنين
يخلقك الحنين ..
وبين أول تشرين وثانيه
طائر حزين لا يتقن النسيان
لا يتقن النسيان

سمعت نسمتي تقول :
” لم أتيت ؟
أيا عطري .. وبروحيا بقيت ..
صرت المسافرة فيك وحدك
والدمع قصيد في كل بيت
قافيتي قافلة حرفك
والرويّ  وجع .. وجع يروي
وأنا منه لن أرتوي “

يا كل النسمات
يا كل الأرواح المتآلفات
من علمك درب الشوك
من ثبّت أكاليل غارك المقدس
من لقّنك حرف أبجدية العشاق  
الذين أحرقوا خيط الفراق
فضاع الطريق..

أيا من مروا .. قرب نسيمنا مروا
علقت في نسائمنا صورهم .. وفرّوا
كما يفر الطير من هزيمة الجليد
نحن الجليد .. وفي جوفنا بركان سعيد
يا من مروا .. قرب نسيمنا مروا
دعوا أحلامنا المضطرمة غافية
كي لا تذوب معالمنا الصامدة
من دهور..

إلى اللقاء  .. بعد اللقاء

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *