التأمل بلسم الروح البشرية

خواطر

التأمل بلسم الروح البشرية، وهو حل لمشاكل الحياة اليومية، فكما نرى إن الحياة متقلبة الحال؛ فَيومٌ لك ويومٌ عليك، ربما تمر أحيانًا بلحظاتٍ سعيدة تجعلك مُحلقًا بين النجوم والكواكب من شدة السّعادة! 

وتمرُ تارةً أُخرى بلحظات تعيسة قد تُودي بك إلى الحضيض من شدة الحزن والتّعاسة…

وهذه المشاعر كلها شيء طبيعي قد جعلها الله فينا، ولكن لابّد من علاجٍ روحي نقوم به للتخفيف من الآلام ومشاعر القلق التي قد تُحيطنا بين الحين والآخر، ألا وهو  :التّأمُل”. 

وفي هذا المقال تقدم لكم  مساحة وعي مقالا حول: التّأمُل.

 

ما هو التأمل

ما هو مفهوم التّأمّل؟ 

هو تمرينٌ روحيّ يُفيد العقل والروح، ويُعطي صاحبه شعورًا بالاسترخاء والهدوء التّام، كما أنّه يجعل الشخص متّصلاً بالطبيعة من حوله، مسافرًا بهِ إلى عالمٍ يعمّه السلام النفسيّ، بعيدًا عن ضجيج الحياة ومعتركات العمر الأليمة، لذلك يمكن أن نقول أن التأمل بلسم الروح البشرية. 

فضلاً عن أنّ التّأمّل يصنع في جوف المرء شعورًا مُبهجًا ويجعله مدركًا وواعيًّا لكل شيء حوله، فمتى ظهر هذا المفهوم؟

متى ظهر مفهوم التّأمّل؟ 

كان النّاس يمارسون التّأمّل منذ آلاف السنين، إذ إنّه كان يُعمّق معنى الحياة في نفوس الأشخاص الذين يتّبعون طوائف وديانات معينة، كالصّوفيّة مثلًا، الذين كانوا أكثر الأشخاص ممارسةً للتّأمل،باعتباره نوعًا من أنواع الطّب التّكميلي، وبلسمًا للروح.


فوائد التأمل :

لتحقق هدفك من التأمل، وليكون التأمل بلسم الروح البشرية، علينا أن نطلع على فوائد التأمل، فوائد التأمل جمّة لا يُمكن إحصائها البتّة، ولكن لا ضرر إن ذكرنا بِعضًا منها:

▪️يُخفف التّأمل من المشاعر السلبية التي قد تصيب الإنسان نتيجة تجاربه السيئة في الحياة. 

▪️يُزيد التّأمل من الوعي الذّاتي والذي قد يُودي بالإنسان إلى اتخاذ القرارات السليمة الواعيّة بشأن مستقبله. 

▪️يعمل التّأمّل على زيادة مساحة الخيال والإبداع عند الإنسان؛ فَبينما تكون جالسًا بين أحضان الطبيعة ومسترخيًا لك أن تتخيل كم من الممكن أن تصنع في خيالك أفكار وخطط إبداعيّة! 

▪️الشخص الذي يمارس التّأمّل يكون المستقبل نصب عينيه، والماضي خلفه لا يكترث له؛ ومعنى ذلك أنّ المتّأمّل يسعى بكل ما فيه ليكون شخصًا ناجحاً وغير مهتمًا لأخطاءه وهفواته في الماضي. 

▪️التّحكم في الانفعالات؛ إذ إنّ أثبتت العديد من الدراسات أنّ التّأمّل باستمرار يجعل الشخص أكثر قدرةً في التحكم بانفعالاته كالسيطرة على مشاعر الغضب والخوف وحتى مشاعر الانتقام السلبية؛ وذلك لأنّ التّأمّل يساعد على تهدئة النفس عند هجوم أي انفعالات عليه. 

وقد أشارت بعض الأبحاث العلميّة أنّ التّأمّل قد يُساعد النّاس على التّحكم ببعض الحالات المرضيّة، مثل:

(التوتر، مشاعر الحزن والإكتئاب، أمراض القلب، الصداع، الآلام المُزمنة، الربو، ارتفاع ضغط الدم….).

وللتّأمّل أنواع وأساليب عديدة، وجميع أنواع التّأمّل لها هدف وحيد.. ألا وهو جلب السّلام النفسي للإنسان.



أنواع التأمل:

تتضمن أنواع التّأمل ما يلي :

▪️تأمّل الحكمة: 

هذا النوع من التّأمل يقوم على حضور الذّهن والشعور بالوعي اتجاه الحياة، مع قبول العيش اللحظة الحاضرة بكل سلام.

▪️التْأمل التّجاوزي :

هو أسلوب بسيط وسهل، ويتم من خلاله تكرار شعار معين ضمن إطار معين، بشكل صامت ودون حِراك، مثل تكرار حركة معينة، أو صوت، أو حتى عبارة معينة بطريقة خاصة دون غيرها،وهذا النوع من التّأمل يُشعر الجسد بالاستقرار النفسي؛ نتيجة الاسترخاء العميق والبُعد عن شِتات ومصاعب الحياة. 

▪️اليوجا:

من الممكن اعتبار هذا الأسلوب من التّأمل الأكثر شيوعًا وانتشاراً بين الناس خاصةً في الآونة الأخيرة، يتم ممارسة هذا النوع من التأمل عن طريق القيام بأداء مجموعة من الوضعيات وتمارين التّحكم في التّنفس من أجل الوصول بذلك إلى المرونة الجسدية والسلام الداخلي.

مزايا التأمل :

مزايا  التّأمّل كثيرة، ولعل أشهرها :

▪️الجلوس في مكان هادئ بعيدًا عن ضجيج الحياة والعناصر التي قد تشتت الإنسان كالهواتف المحمولة أو الراديو مثلًا.

▪️الانفتاح على الذات الشخصية.

▪️التنفس باسترخاء تام لإرخاء العضلات وتقليل استخدامها لقليلٍ من الوقت.

▪️التركيز التام وعدم تشتيت الإنتباه بأي شيء، فتركيزك هو الذي يساعدك على تحرير قيود عقلك من شتات مشاعر القلق والإحباط.

لك أن تتخيل أن التّأمّل النفسي يُفيد البشرة أيضًا!

 فوائد التأمل للبشرة :

فقد أثبتت العديد من الدراسات الطبية حول العالم أنّ التأمل أحد أسرار نضارة البشرة، بالإضافة إلى أنه يسهم في تعزيز شعور االثقة بالنفس لدى النساء على نحوٍ خاص، فَلو خصصتي قليلاً من وقتك لتدليك وجهك ستجدين نتيجة أفضل من استخدامك لمستخصرات التجميل والعناية بالبشرة، كل ما عليكِ هو أن تضعي القليل من الكريم على وجهك ليلًا، ومن ثم قومي بتدليك بشرتك بقوة، بدايةً من الجبين إلى العينين ومن ثمّ نزولاً إلى الرقبة فالصدر، ولا تخافي أبدًا من الضغط على وجهك بقوة، لأن ذلك يساعد على تحفيز عملية سريان الدم في هذه المنطقة، فهذه المنطقة مليئة بالعدد اللمفاوية التي تخلص الجسم من السموم والوسائل الضارة التي تعد السبب الرئيس في انتفاخ الوجه والهالات السوداء المحيطة بالعينين.


أفكار مفيدة حول التأمل :

– التأمل هي حالة غير مخطط لها، حاول أن تجعل هدفك الأساسي أخذ شهيق وزفير بهدوء، استرخِ وتجنب كل ما يدعوك للقلق.

– لا تنتظر نتائج فورية بعد جلسات التأمل، وفور أول محاولة، لا تتعامل مع التأمل كحل وأداة سحرية تحولك من حالة من الاكتئاب إلى حالة من الراحة.

– حدد فترة زمنية مناسبة لمحاولة التأمل الخاصة بك، فمن الجيد أن تبدأ بممارسة التأمل لمدة دقيقة أو دقيقتين  في البداية، بعدما يبدأ محيط أفكارك بالراحة، يمكنك زيادة مدة جلسة  التأمل، أي إطالة جلسة التأمل وصولًا إلى المدة المأمول بها.

– من الطبيعي عدم التركيز في محاولات جلسات التأمل الأولى، لكن مع الاستمرار بوتيرة منتظمة، ستعتاد على ممارسة التأمل بشكل فعّال، لذلك كن صبورًا لتحصل على النتائج المطلوبة وحتى تصل إلى هدفك.

–  اختر الأساليب التي تتناسب مع شخصيتك وطبقها لتحقق النتائج المأمولة، أي لا تطبق أي  أسلوب لا يتناسب معك، فالأسلوب الذي يتناسب معك قد لا يتناسب مع شخص آخر.

– اختر ما يحلو لك لتفكر به، فالبعض يجد التأمل فرصة لبدء التفكير بهدفك في المستقبل، أو بنية معينة تجول في رأسك وفي عقلك الواعي.


وأخيراً تذكر أن في كل جلسة تأمل ستكون نتائج مختلفة، من المهم أن تدرب عقلك وتساعد على اختيار الطريقة الأنسب لك لتحقيق نتائج مرضية و ليكون التأمل بلسم الروح البشرية. 

تقدك لكم مساحة وعي رابط لفيديو حول كيفية ممارسة التأمل للمبتدئين 

 

مساحة وعي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *