الرقصة الأخيرة

خطوة منكِ للأمام
خطوة مني للخلف
ونرقص رقصة الفالس !
بيني وبينكِ بحرٌ .. وخمرٌ .. وكأس ..
وبلاد الشرق كلها
صحوة النهار .. وغفلة الأمس ..

مالي أراكِ ساكنةً كقمرٍ
أفلا تجيدين الرّقص؟
من بلاد الفرس عيناكِ
وغنجك من فرنس
فتدللي كما تفعل أميرات القصور
يا أميرة نسيت عهودها
خطوة منكِ للأمام
خطوة منّي للخلف
ونرقص الفالس !

قالت :
استدرتُ في الحقل تائهة
مذهولة الروح والنفس
فدنت مني جوريّةٌ أزهرت
بلون كلون الشمس
ارتدتني فلبستها ولبستها ولبستها ….
حتى فاض مني ومنها رحقينا .. ومنكَ فاح رحيقي .. يا أميري
فتعال الآن .. ستُعزف الألحان
ونرقص فالسنا العتيق من غابر الزمان

قال:
تذكرتْ خليلتي أيامنا التي مضت
قبل ولادة النجوم والأجرام
خطوة مني للخلف
خطوة منها للأمام
وبسرعة النجوم لففت خصرها الحنون
فغفت بتلاتها فيّ دهور .. ودهور
وانفردت كفراشٍ بعدها
في حضن الهواء … غرتُ وقلتُ :
عودي إليّ واغفي ثلاثا …
حبنا .. صار طوافا
من المدينة المنيرة .. وحتى حدود القدس

آهٍ … يا خليلي وهل تشفع لنا السماء ؟
نطقت أخيرا شحرورة المساء..
ولم أُجب .. ولن أجيب
سأكتفي بقلبها.. بنبضها الغريب..
صمتي هو كأسها ومشربي من
ضلعها الخصيب..

وعند ذينك المغيب
تزينت لنا الدنى كي أرقص مع لوعتي
وبدري السعيد.. رقصتنا الأخيرة..

خطوة منكِ للأمام
خطوة مني للخلف
ونرقص معا .. وحدنا
رقصة الفالس..
يا أميرتي..