تفاحنا الأخير

شعر


فتحتَ شهيتي
لأنثر روحي فوق الورق
بسملات هوجاء
هربت من الخوف
كسرت ضلوع الموت
أقفلت حنجرتي

قلبي مقطع إربا
كورد أدونيس
تشربه الأرض
يا ربة الجمال يقول
بستان الأقحوان
شاهد على جريمتك
أفروديت
دمي يسيل في عروق السهل
أمّا أنتِ
فباردة كثلوج  الألب
سأقتلعكِ من عرش الألوهة إذاك
لأقحمك جهنم حبي
وتشربين معي حبر الأرض

فتحتَ شهيّتي
لأمتطي جنون الكلمات
شوقي العظيم
هو المرساة
قد عطّلتها عيناك
كيف لصدري أن يرسو
أنفاسي بحرك الهائج لا يهدأ أبدا
علمتني الحب أيها الشقي
الذي لم أعرف لغته من قبل 
لم ألفظ شفته
إلّا … معك
معك ..

أنا مستحيلة صرتُ
مسلوخة عنك
كجذع يبحث عن أرضه
كبيت شعر مفقود
يبحث عن قصيدته
كمقطوعة موسيقية غير مكتملة
انت لحنها الأخير
والأول
عشتارك تحتضر
تتقاسمها قرابين الحياة
اسمك وحده
رعشة نبضها
به تحيا

فتحت شهيتي لأكتب وصيتي
الأخيرة
فوق قبري يتمدد ظل واحد
هو ظلك
غيمة ..
شجرة زيزفون..
بلبل .. لا يهم ما يكون…
أسمع صوتك ترتل لي
فيستكين موتي
كما أشتهي

اه كم أشتاق لقصصك
التي اخترعتها
عني وعنك …

لن تجمعنا أمسية
إلا في الخيال
لن نسافر معا
لن نبحر .. لن نتعانق
فتعال .. تعال إلي
لحضن ورقي
انسكب في خمرة خدي
تسلل لجوع شفتي
نم قليلا .. بين أضلعي

خربشاتي تخجلني
غطني برمشك الساحر
اتل بعض الكلمات كي نختفي
ولا يقرأ رسائلنا بشر

قد فتحت شهيتي
لأنثر جوعي على الاوراق
قصني غصنا يبست حروفه
واغرسني في شجرك
سترى كيف أحيا
حين يلتئم الفراق!

الربيع جاء
توقدت أزهارنا المحرمة
سأهمس في أذن آدم
كي يعرض عني
تفاحنا الأخير بالانتظار
وأنا لا أشتهيه إلا معك!




اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *