خرجت مع دفعة جديدة من الحنين
هب فجأة كما يهب شتاء أواخر نيسان
يجرح حر الربيع المستعجل القدوم
حنين جارح قارس متحرك كرمال
تحت قدمي..وحدي
يضيع الطريق.. مرة تطول المسافات..مرة تقصر
إثر لفحاته…حنين قاس..مباغت..غريب
وانا اسير على طريق الورد
يلدغني الشوك …يفر الرحيق… يفر
أتعثر… أكاد أسقط في يدي
أرسل هذا الحنين زفرات…مع أمنية مكتومة
أودعها الهواء الذي يدّعي البرد
أكشف الاعيبه.. نضحك سويا خفية
أسرّه أمري… أبكي معه قطرات خجولة
يهمس في أذني بضع كلمات
ثم يمضي خلف التلال وفي جعبته رسائلي
وهبوب قلبي ولفحات روحي
وانا اعود أدراجي
تلتهمني الأشجار..والمدى.. والعشب والصدى
لا أدري إن كنت اشتاقه..أهو حنين أليف حتى اشتاقه ؟
لا .. مفترس كوحوش غاب هو
.. يرتدي أقنعة لطيفة
يبسم بهدوء كيما تظهر أنيابه..فنهرب
ينصب لنا كمين العذاب.. يسرقنا من الوقت ويخرب دقائقه وثوانيه على هواه كغانية خبيرة!
لكنا رغم كل هذه الحقائق.. نستدعيه
ذاك الحنين الأخرق !
كدليل على خداع ذاكرتنا المهووسة بالألم
ها انا ذا أطرق الباب
يحضنني مقعدي.. حديقة مخيلتي
ويعود الربيع إلى عهده بسلاسة
تضطرب الجداول… تهتز البتلات من دمع الندى الرقيق
ابتسم بقناعة…أردف رحلتي إلى الخلف
أبثها الحبر والورق والضوء
تلمع كالضوء…تهتف لي: انت بخير