على رصيف الليل

خواطر

ينسل الجوع كخاطر يتيم
يمشي وحده على رصيف الليل
يهرب من عزف قيثار حزين
نوتة وحيدة على شاطئ غربة
تدعى فلسطين
يصوم العمر يوما واحدا
هو يوم جوعها
هي تضحك حبلى بآلام الصقيع
تهزأ بالدموع تهزأ بابتهالات الجموع
تنتفض كثائر أعزل
تلد قصائد
ولها تسجد المساجد
وعند عند مزارها
يفتتن مارق وعابد
لها من أصول الشرق
من رجال بحرهم غرب
بندقية وورد
يزفون كل يوم
عرسان شهادة
زوجتهم فلسطين نفسها
وهي عروس الجليل
كأنها الهة زمانها
يحق لها من الرجال
ما يحق لأنبياء اسرائيل!
يا أيها العازف مهلا..
لي في كلامك سر
وحدي أعرفه
وحدي أسمعه
وحدي أنطقه
حب عتيق كشجر الأرز
كحجر البيوت ذات القراميد
كالمفاتيح المخبأة والأبواب الموصدة
في الخيال
وعودة في البال
ونوتة وحيدة هربت
من قيثارك الحزين
آه فلسطين
من ناي الحقول
ورجيع الحب
آه من غمرة السنابل
من طفل وقاتل
صرتِ محج الموت
لا محج الزائرين
هنا ترمى الحجارة
هنا يطاف حول النوايا
هنا تُلبس الأكفان
عارية من الأبدان
اجلس بقربي
يا خليل الربابة
لنعجن سويا خبز النهار
ليأكل الأطفال فرح الانتظار
سأمشي وحدي
على رصيف الليل
مثل جوع ينسل ويمضي
من خاطر يتيم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *