لتعود إليه..
تبحثُ عن شِعر
في لون شَعرهِ الهارب نحو الشّمس
في لون عينيه المغمّستين بالزّيتون والصّعتر
في لذّة خبز يقضمها الصّبيان
في ثوبه المخيّط بسلالات الرّهبان
في رحم الوديان
في يدها قراطيس سرقتها من صفحة وجهه
وجعبة حبر
وكمشة بحر
تُسْكِنه في غُرف الأحلام
تعدّ نجوم أهدابه
تهذي بوداده
فيرسلُ حبها خلف الشّمس
رِفقا بفؤاده
يا آلهة الخصبِ والتكوين
كوني قمحَ سنبلتي
ولتمطرْ كلَّ عيونِ الكون
قربان مدامعكِ
أعرف أنّك قد جئتِ من فيضِ الحبّ
سأعيدُ إليك قصائدَكِ
كي تقرأَها لي كلّ مساءٍ
لمساتُ أصابعكِ
مُرّي فوق حقولِ جفافي
كالغيمات
كي يرتشفَ عطشي الدهريُّ
ضياعَ قواربكَ
فأنا المحتاجُ مفاتيحًا
لكن مقفلةٌ مدائنُك
تبحثُ عن شِعر
لم تنظمه
كلِمٌ كالنّار .. ينتظر الريح
كي تُشعلَه
يخمد فيها … يصمتُ فيها
تنساه لكي يخلد فيها
ذكراه الغيث
تطوي الذكرى كي لا تطفئه
يا حارقةً سفنَ الهجران
كل ما شددْتُ رحيلي
إليكِ تعيدني
خارطةُ النسيان
أعيد رسمَ ضلوعي
فأجدك في زاويتي
تبّا
ما أحقر ذاكرةَ الخذلان !
يا طفلة قلبي وسليلة قطيعٍ من غزلان
أدركتُ الآن أنكِ مصيرُ جنوني
شجري السّاطعُ كالزيتونِ
ولونُ عيوني
تبحث عنه في النسيان
ذكراه طقوسٌ تحرّمها الأديان
تنتظر … وتنتظر .. قافلة الأزمان
عساها الأرض إليها تحذفه
وتفكّ سماؤها أسْرَ دعاءٍ
من شفتيه
لتعود إليه