على شاطئ الغربة ينتظر
يحمل حقيبة الإياب
يأبى الرحيل
يمعن في المستحيل
يرقب الأحباب
على ضفة الوطن تنتظر
تطهو حساء الفجر
تسرق الملح من رياح البحر
تتناول كل ليلة قصيدة
ألم يشبع السفر من قمحها؟
وطعام الحب من ذاك الغياب؟
في كل بادية من خريطتها
ينضح غابٌ
في كل شبر من أمواجها سرّ وسراب
لا عجب أن يولد محيط
بعد كل زلزال جديد
بؤرة الندم نار ويعقبها الجليد
كل ما يطلع فجر تراه
كل ما أشرقت شمس تلقاه
كل ما حط القمر جناحه تهواه
كأنّ الحب كله قد أزهرته يداه
ما كان قبله .. ما كان ؟
لم تسل أبدا…
فكل ما فقدت هو أضحاهُ
على ميناء الهوى ملك قدير
ينتظر الجائعين
يوزع خبزه على أكفّ الصائمين
أبد الدهر..
في الحقول أميرة تائهة ترعى العطور
تجمع في ثوبها أزرار الحبور
لا تشربه ولا تطعَم الزهور
في صومها خجل يحيي الصخور
ألم يشبع الورد من صمتها ؟
ويحن الرغيف لصوتها؟
يزورها أميرها في موتها
فكيف تحيا إلا به ؟
كل ما فتر الربيع فاهُ
تتنشق عبيره
تنسى سواه
تجمع روحها في نداه
يؤلمها نواه
يصرعها لقاه
قال : وما العمل .. إن كان جمعنا بددُ؟
أجابت والحزن يطرحها:
الليل بيننا وذاك الصبح يبتعد
أنتَ النّدى وأنا المدى
ومنّا الروح حلمها الأبدُ
فإن جاء ذاك اليوم حين نلتقيَ
سأراك حتما
ساجدا له هو الأحدُ
عز اللقاء زال الفناء
والحب فينا يخلد
لمع الصفاء دمع البكاء
هو بحر لأجلنا يولد
نحن السفينة والنجاة
أنت تنتظر وانا أطهو البقاء
فيا ربان الحياة انثر عليّ من رذاذ الموج
أنتعشُ حين ألمس ماءك
إني ألتمس قداسة يائك
كيما ينقضي العناء