يُحكى…

قصة قصير خواطر

لم يكن للحياة معنى كما هو عليه منذ بداية شروقك في ليلي قمرا منسيا ….قمرا بعيدا ……قمرا غريبايحكى أنك ولدت هلالا أشقر في قرية ذات جبال ووهاد تخترقها شلالات جمة تصرع صمت الوجل بخرير آتٍ من الجنة……ويحكى أن عيون الماء ترعى في قريتك سحاب العمر فلا تظمأ اللحظات ولا يسكن النسيان بيوتها المجبولة بالطيبة جبلا ..أيا تلك القرية التي حملت قمرا مخفيا وولدته بعد نيف كزكريا بالله عليك ان تعرجي بروحي لهضاب رباكِ كيما أرى يحيى حيا…أيا نبيّ الحب وشرود غزال ويراع خيالٍ وأنيس ليال انا لا استحي ان اختبأ في صدرك واركض نحوك ولو انهمر علي رصاص لألف سؤال…

كلما تأتي

الدروب مقفلة
الضوء خافت
لا وميض في الليل
ثم تأتي
يشرق قلبي
يصبح المساء أجمل
ليته لا ينقضي أبدا
أعطني أيها الوقت بعضا من الدقائق
لأتنشقه كما يحلو الزهر للفراش العابر
الا أني مقيم مقيم لا أغادر
مقفل بقيدي
محكوم باصفاد بحري
موجي شال عنقك الوردي
اكرهني ان شئت
سيغسل وجدي غيم شطآنك
ليطفو قلبي شهيدا فوق الزبد
واقتلني فأنا استحق الحياة
اكرهني ان شئت
حتى الممات
الدروب مشرعة
الضوء زاخر
انت لليل قمر مسافر
كلما تأتي
يشرق قلبي
يصبح المساء أجمل
ليته لا ينتهي أبدا

أهواكَ

تسمعني عيناك
أراهما تهمسان لي
كيف أراك؟
أنت تسمعني
كيف أسمعك؟
أنت تراني
تبخّرت كلّ أسئلتي
لأنّك شفائي
وشفتي تهمس
أهواك
ثم تسمعني عيناك

شراع الغربة

سقطتُ في قاع الغربة
مدّ يدك سريعا وانتشلني
قبل ان يحولني الجليد
إلى جماد
الحزن يتكور كطفل
في رحم البئر
الصراخ مكتوم
الحلق مقسوم لنصفين
نصف تائه في الفكر
ونصف يحترق في القلب
على خط الاستواء أقبع
الشمس لا تبرحني
نجمتي في أحد القطبين
تميل بشعاعها نحوي
كيف أقفز من البئر ؟
شراع الغربة مسافر فيّ
إلى متى ؟
هدوء الليل يغريني
لأتسلق غيمة بعيدة
هيا..
مد يدك ليتبخر حزني
في بحرك
وأبقى هناك
للأبد

من يقطع شجري لأهرب نحو قمري ؟

في منتصف الطريق
يجذبني قمري
لليله الغريب
أجنح لمداه
قدماي شجرة
لا تبرح الأرض
يعذبني هواه
يحرقني…
أنتظره كما ينتظرني
بلا أمل
تورق أغصاني
رغما عني
تسرقني عيناه
كل ليلة مني

في منتصف الدهر
يصير بدرا
يكتمل حزني
ويظل ينقص وينقص
فيولد هلال حبي
ولا يطول مداه
إلى كم من الوقت
سنبقى غريبين
بحر يتوق سماه

في منتصف السفر
موعد قريب
من يستر عورة قهري ؟
ورق التوت في بدني
يجلد قلبي
تفاح روحي يغريني
لأقطع شجري
عصف أحلامي
رئة صدري

من يقطع شجري
لأهرب نحو قمري؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *